المؤرخ : حسام المرحومي ... أستاذ التاريخ بطنطا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المؤرخ : حسام المرحومي ... أستاذ التاريخ بطنطا

موقع يدرس التاريخ للاستفادة منه وليس للقراءة فقط . ندرس الاحداث التاريخية كي لاتتكرر والشخصيات كي تتكرر .


    الشافعي

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 28
    تاريخ التسجيل : 10/06/2010

    الشافعي Empty الشافعي

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء يونيو 23, 2010 5:05 am

    الشافعي Ouoouo12
    نسبه ومولده ونشأته :
    هو أبو عبدالله محمد بن أدريس بن العباس بن عثمان بن بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هاشم بن عبدالمطلب.
    ولد بغزة في فلسطين على الأصح وفي رواية بعسقلان ، وفي أخرى باليمن عام 150 هـ لذلك فهو مولود في بلد غريب بعيد عن موطن قومه بمكة والحجاز ، توفي أبوه قبل أن يعرفه محمد ، وتركه لأمه ، وكانت إمرأة من الأزد ، فبدأ الإمام رضي الله عنه حياته وحليفاه اليتم والفقر ، ورأت الأم أن تنتقل بولدها إلى مكة ، فانتقلت به وهو صغير لايجاوز السنتين . قال الشافعي رضي الله عنه : ولدت بغزة سنة خمسين ومائة -يوم وفاة أبي حنيفة- فقال الناس : مات إمام وولد إمام ، وحملت إلى مكة وأنا إبن سنتين
    .
    دراسته وتعلمه :
    في مكة المكرمة حفظ القرآن وهو حدث ، ثم أخذ يطلب اللغة والأدب والشعر حتى برع في ذلك كله . قال إسماعيل بن يحيى : سمعت الشافعي يقول : حفظت القرآن وأنا إبن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا إبن عشر سنين .
    ثم رحل من مكة إلى بني هذيل وبق يفيهم سبعة عشر سنة، وكانوا أفصح العرب ، فأخذ عنهم فصاحة اللغة وقوتها ، ثم إنصرفت همته لطلب الحديث والفقه من شيوخهما ، فحفظ الموطأ وقابل الإمام مالك فأعجب به وبقراءته وقال له: يابن أخي تفقه تعل.
    وقال له أيضا: يا محمد إتق الله فسيكون لك شأن
    .
    رحلاته رضي الله عنه
    رحل الإمام الشافعي رحلات كثيرة كان لها أكبر الأثر في علمه ومعرفته ،فقد رحل من مكة إلى بني هذيل ، ثم عاد إلى مكة ، ومنها رحل للمدينة ، ليلقى فيها إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه ، وبعد وفاة الإمام مالك رضي الله عنه، رحل إلى بغداد ، ثم عاد إلى مكة ، ثم رجع إلى بغداد ، ومنها خرج إلى مصر.
    يقول إبن خلكان:
    " وحديث رحلته إلى الإمام مالك مشهور ، فلاحاجة إلى التطويل فيه ، وقدم بغداد سنة 195هـ ، فأقام فيها سنتين، ثم خرج إلى مكة ، ثم عاد إلى بغداد سنة 198هـ فأقام شهرا، ثم خرج إلى مصر، وكان وصوله إليها في سنة 199هـ وقيل سنة 201هـ ، ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة204هـ
    ".
    جمعه لشتى العلوم
    حدث الربيع بن سليمان قال:
    كان الشافعي رحمه الله يجلس في حلقته إذا صلى الصبح ، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيه ومعانيه ، فإذا إرتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر ، فإذا إرتفع الضحى تفرقوا ، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب إنتصاف النهار ، ثم ينصرف ، رضي الله عنه.
    وحدث محمد بن عبدالحكم قال:
    ما رأيت مثل الشافعي ، كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث ، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه، وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لايقومون إلا وهم مذعنون له ، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه. وكان يحفظ عشرة آلاف بيت لهذيل إعرابها ومعانيها، وكان من أعرف الناس بالتواريخ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله تعالى.
    قال مصعب بن عبدالله الزبيري : "ما رايت أعلم بأيام الناس من الشافعي".
    وروي عن مسلم بن خالد أنه قال لمحمد بن إدريس الشافعي وهو إبن ثمان عشرة سنة: "أفت أبا عبدالله فقد آن لك أن تفتي".
    وقال الحميدي
    كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم، حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا :
    تواضعه وورعه وعبادته
    كان الشافعي رضي الله عنه مشهورا بتواضعه وخضوعه للحق ، تشهد له بذلك مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس .
    قال الحسن بن عبدالعزيز الجروي المصري: قال الشافعي:
    ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ ، وما في قلبي من علم ، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي.
    قال حرملة بن يحيى:قال الشافعي : كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتره حقا فلا تقبلوه ، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق.
    قال الشافعي رضي الله عنه : والله ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة.
    وقال أيضا:
    ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته و إعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني.
    وقال : أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف.
    وأما ورعه وعبادته فقد شهد له بهما كل من عاشره استاذا كان أو تلميذا ، أو جار ،أو صديقا.
    قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في صلاة.
    وقال أيضا:
    قال الشافعي : والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن ، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة.
    وقال : أيضا : كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب ، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام
    .
    فصاحته وشعره وشهادة العلماء له
    لقد كان الشافعي رضي الله عنه فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته، ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة و إطلاعه الواسع حتى أضحى يرجع إليه في اللغة والنحو.
    قال أبو عبيد: كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة .
    وقال أيوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة.
    قال الأصمعي : صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس.
    قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي من أفصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحا.
    وقال أحمد بن حنبل: ما مس أحد محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.
    حدث أبو نعيم الاستراباذي، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته -التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة- لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام
    .
    سخاؤه :
    أما سخاؤه رحمه الله فقد بلغ فيه غاية جعلته علما عليه، لا يستطيع أحد أن يتشكك فيه أو ينكره ، وكثرة أقوال من خالطه في الحديث عن سخائه وكرمه.
    وحدث محمد بن عبدالله المصري، قال :كان الشافعي أسخى الناس بما يجد.
    قال عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام، فقال لي الشافعي :ألإلست في عمري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي وكثيري، حتى خلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط.
    قال الربيع : كان الشافعي إذا سأله إنسان يحمارّ وجهه حياء من السائل، ويبادر بإعطائه.

    وفاته رحمه الله
    قال الربيع بن سليمان:
    توفي الشافعي ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة- بعد ما حل المغرب- آخر يوم من رجب ودفناه يوم الجمعة فانصرفنا فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين.
    قال إبن خلكان صاحب وفيات الأعيان:
    وقد أجمع العلماء قاطبة من أهل الحديث والفقه والأصول واللغة و النحو وغير ذلك على ثقته وأمانته وعدله وزهده وورعه وحسن سيرته وعلو قدره وسخائه.
    ومن أروع مارثي به من الشعر قصيدة طويلة لمحمد بن دريد يقول في مطلعها: ألم تر آثار ابن إدريس بعده دلائلها في المشكلات لوامع
    .
    اهم قصائد الشافعي .
                                                                          دعوة إلى التنقل والترحال 

                                            ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب

                                           سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب

                                            إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب

                                        والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب

                                        والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب

                                          والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب

                                              فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب

                                                                   
    الضرب في الأرض

    ......................

    سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا

    فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا



    آداب التعلم
    ...................

    اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته

    ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته

    ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه

    وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته


    متى يكون السكوت من ذهب 
    ................................

    إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت

    فإن كلمته فـرّجت عنـه ... وإن خليته كـمدا يمـوت


    عدو يتمنى الموت للشافعي 

    .................................

    تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت ... فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد

    وما موت من قد مات قبلي بضائر ... ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد

    لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي ... به قبل موتـي أن يكون هو الردى


    لا تيأسن من لطف ربك 
    .........................

    إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيـدا

    فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيـدا

    لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا

    لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا


    فوائد الأسفــار 
    ......................

    تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

    تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة ... وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد


    الوحدة خير من جليس السوء 
    ....................................

    إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ وأشهى من غوى أعاشره

    وأجلس وحدي للعبادة آمنـا ...أقر لعيني من جـليس أحاذره


    أدب المناظرة 
    ..............

    إذا ما كنت ذا فـضل وعلم ... بما اختلف الأوائل والأواخر

    فناظر من تناظر في سكون ... حليمـا لا تـلح ولا تكابـر

    يفيدك ما استفادا بلا امتنان ... من النكـت اللطيفة والنوادر

    وإياك اللجوج ومن يرائي ... بأني قد غلبت ومن يفـاخـر

    فإن الشر في جنبات هـذا ... يمني بالتقـاطـع والـتدابـر


    العلم مغرس كل فخر 
    .......................

    العلم مغرس كـل فخر فافتخـر ... واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس

    واعلم بأن العـلم ليس ينالـه ... من هـمـه في مطعــم أو ملبـس

    إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه ... في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي

    فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا ... واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ

    فلعل يوما إن حضرت بمجلس ... كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس


    نور الله لا يهدى لعاص 
    .......................

    شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي

    وأخـبرني بأن العـلم نــور ... ونور الله لا يهـدى لعـاص


    الذل في الطمع 
    ....................

    حـسبي بعلمي إن نـفــع ..

    ما الــذل إلا في الطمــع !

    من راقـب الله رجــــع ..

    ما طــار طير وارتفــع

    إلا كـما طـار وقــــع !


    الحب الصادق 
    ..................

    تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع

    لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع

    في كل يوم يبتديك بنعمــة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع


    فضل التغرب 
    ......................

    ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... ولا تكن من فراق الأهل في حرق

    فالعنبر الخام روث في موطنــه ... وفي التغرب محمول على العنـق

    والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... في أرضه وهو مرمى على الطرق

    والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... فصار يحمل بين الجفن والحـدق


    أيهما ألذ؟ 
    ...................

    سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عنــاق

    وصرير أقلامي على صفحاتها ... أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق

    وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا ... نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي

    وتمايلي طربـا لحل عويصـة ... في الدرس أشهى من مدامة ساق

    وأبيت سهـران الدجى وتبيته ... نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي


    التوكل على الله 
    ...................

    توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي

    وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق

    سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق

    ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق


    العلم رفيق نافع 

    علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق

    إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق


    تول أمورك بنفسك
    ......................

    ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتـول أنت جميع أمرك

    وإذا قصدت لحـاجــة ... فاقصد لمعترف بفضلك


    فتنة عظيمة 
    ...................

    فســاد كبيـر عالم متهتك ... وأكبر منه جـاهل متنسك

    هما فتنة في العالمين عظيمة ... لمن بهما في دينه يتمسك


    دعوة إلى التعلم 

    تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل

    وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل

    وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل


    إدراك الحكمة ونيل العلم 
    ...............................

    لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهـل

    ولا ينــال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغـل

    لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل

    بُلي بفقر وعـيـال لمـا ... فرق بين التبن والبقــل


    أبواب الملوك 
    ...............................

    إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا ... فلا يكن لك في أبو أبهم ظــل

    ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا

    فاستعن بالله عن أبو أبهم كرمـا ... إن الوقوف على أبوابهــم ذل


    المهلكات الثلاث 
    .......................

    ثلاث هن مهلكة الأنـام ... وداعية الصحيح إلى السقام

    دوام مُدامة ودوام وطء ... وإدخال الطعام على الطعـام


    العلم بين المنح والمنع 
    ............................

    أأنثر درا بين سارحة البهــم ... وأنظم منثورا لراعية الغنـم

    لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة ... فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم

    لئن سهل الله العزيز بلطفــه ... وصادفت أهلا للعلوم والحكـم

    بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم ... وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم

    ومن منح الجهال علما أضاعـه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم


    العيب فينا 
    ..................

    نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا

    ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا

    وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا


    يا واعظ الناس عما أنت فاعله 
    ....................................

    يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس

    احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس

    كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس

    تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس

    ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من بغل و من فرس

    يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس


    الصديق الصدوق 
    .......................

    إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

    ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا

    فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا

    إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا

    ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا

    وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا

    سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا


    قال الشافعي في القناعة 
    ..........................

    تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
    فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
    وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه


    وقال الشافعي متفاخراً 
    .............................

    ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد
    وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مهلب وبني يزيد
    ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي


    كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي 
    .................................................. ..
    يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
    هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
    إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا


    وفي مخاطبــة السفيــه قال 
    ..................................

    يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا


    انظروا ماذا يفعل الدرهم ... صدق الشافعي حين قال 
    .................................................

    وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا
    فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا


    من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة 
    .................................

    دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
    ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
    وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
    وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
    تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
    ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
    ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
    ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
    ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
    إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
    ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
    وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
    دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء


    فــرجـــت ... إن الله لطيف بعبــاده .. وقال 
    ..................................................

    ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج


    من مكارم الأخلاق .... قال 
    ................................
    لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات
    إني أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيات
    وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات


    فضل التوكل على الله 
    ..........................

    سهرت أعين ونامت عيون ..... في أمور تكون أو لا تكون
    فادرأ الهم ما استطعت عن النفس ..... فحملانك الهموم جنون
    إن ربا كفاك بالأمس ما كان ..... سيكفيك في غد ما يكون


    العلوم الدينية وعلوم القرآن 
    .............................
    كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
    العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين


    وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة 
    ............................................
    قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
    ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
    لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
    وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
    فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
    وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس


    إنهم عبـــاد الله .. قال الشافعي فيهم 
    ***********************
    إن لله عبادا فطنا ..... تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا ..... أنها ليست لحي وطنا
    جعلوها لجة واتخذوا ..... صالح الأعمال فيها سفنا


    الصمت والكلام 
    ....................

    قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ..... إن الجواب لباب الشر مفتاح
    والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
    أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ..... والكلب يخشى لعمري وهو نباح


    كيف تعاشر الناس وتعاملهم 
    ..................................

    كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ..... وعن الورى كن راهبا في ديره
    واغسل يديك من الزمان وأهله ..... واحذر مودتهم تنل من خيره
    إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا ..... أصحبه في الدهر ولا في غيره
    فتركت أسفلهم لكثرة شره ..... وتركت أعلاهم لقلة خيره


    من هو الفقيه 
    ...................

    إن الفقيه هو الفقيه بفعله ..... ليس الفقيه بنطقه ومقاله
    وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ..... ليس الرئيس بقومه ورجاله
    وكذا الغني هو الغني بحاله ..... ليس الغني بملكه وبماله


    لا تنطق بالسوء 
    .....................

    إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ..... ودينك موفور وعرضك صين
    فلا ينطقن منك اللسان بسوأة ..... فكلك سوءات وللناس ألسن
    وعيناك إن أبدت إليك معائبا ..... فدعها وقل يا عين للناس أعين
    وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..... ودافع ولكن بالتي هي أحسن


    من عرف الدهر 
    .....................

    أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ..... وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
    وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ..... وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
    قضاء لديان الخلائق سابق ..... وليس على مر القضا أحد يقوى
    فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه ..... تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى

    صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان 
    ................................................

    الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
    أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر
    وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر


    كل هذا أفضل من مذلة السؤال 
    ......................................
    لقلع ضرس وضرب حبس ..... ونزع نفس ورد أمس
    وقر برد وقود فرد ..... ودبغ جلد بغير شمس
    وأكل ضب وصيد دب ..... وصرف حب بأرض خرس
    ونفخ نار وحمل عار ..... وبيع دار بربع فلس
    وبيع خف وعدم إلف ..... وضرب إلف بحبل قلس
    أهون من وقفة الحر ..... يرجو نوالا بباب نحس


    العفاف والزنــا دين وديان 
    ............................

    عفوا تعف نساؤكم في المحرم ..... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    إن الزنا دين فإن أقرضته ..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
    يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ..... سبل المودة عشت غير مكرم
    لو كنت حرا من سلالة ماجد ..... ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
    من يزن يزن به ولو بجداره ..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
    من يزن في قوم بألفي درهم ..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهم

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:34 pm